[من الظواهر المعروفة في لبنان، أن الناس وبمجرد انتهاء موسم الصيف، ينشغلون بتغيير طلاء المنازل استعداداً لاستقبال الشتاء في اجواء تضيف إليهم الدفء والحميمية. والملاحظ أن عملية اختيار الألوان الملائمة لم تعد أمرا سهلا وعفويا كما كان الأمر عليه في السابق، بل ان العديد من الناس باتوا يعرفون أنه من المهم جدا اختيار الالوان الملائمة للشخصية ونمط الحياة اليومية لأنها قد تنعكس علينا إما ا سلبيا أو إيجابيا.
اختصاصية العلوم الطبيعية الدكتورة ايفلين عون تؤكد ان «حواسنا هي أول من يتأثر بالألوان، لذا علينا التعرّف الى كيفية الاستفادة مما جادت علينا به الطبيعة وتطويعه ليناسب شخصيتنا وأسلوب حياتنا، حتى نتمكن من الحصول على التوازن المطلوب». وتتابع: «المفروض في اختيار الوان الطلاء أن تتلاءم مع ديكور كل غرفة، وتراعي الهدف من استخدامها بشكل عام.
فالالوان الحارة كالاحمر والاصفر والبرتقالي تعطي الحيوية والطاقة والانتعاش، لذلك ينصح بها لغرف الجلوس والاستقبال، فيما الالوان الباردة كالازرق، بدرجاته، فينصح بها لغرف النوم كونها تساعد على الاسترخاء والنوم والتخفيف من التوتر». بالنسبة الى الاطفال الذين يبكون باستمرار ويعانون من عسر الهضم، او هم في طور ظهور اسنانهم الاولى، فمن الأنسب أن تطلى غرفهم بالازرق او الزهري الهادئ. وان يسود هذا اللون الشراشف واغطية الوسادات والاسرّة بشكل عام لانها تساعده على الاسترخاء. ولا يستثنى المسنون من هذه القاعدة، إذ يجب اختيار الألوان الهادئة، والإضاءة الخفيفة التي تشعرهم بالهدوء والدفء.
عادة ما تغلب على غرف الطعام الالوان الترابية مثل البني، والأبيض المرتبط ارتباطاً مباشرا بعنصر التغذية والراحة، دلالة على حليب الام.
من هنا يعمل البعض الى طلاء هذه الغرف بالابيض على ان يكون اثاثها كمائدة الطعام وكراسيها مصنوعة من الخشب، وقد يضاف لون الفيروز «التوركواز» على غرف الطعام ليزيد من اناقتها ويعطيها حيوية وانتعاشا.
المطبخ، حسب الخبراء، يمكن ان يتنوع طلاؤه بين الاصفر والابيض والاخضر. اللونان الاوليان يشجعان على الابتكار في طريقة تحضير الطعام وطريقة تقديمه، فيما الاخضر يشجع على استعمال المأكولات الصحية.
وتشير د. ايفلين عون بان الالوان، كما بيّنت احصاءات علمية كثيرة جرت في عدد من الدول الاوروبية والاميركية، تساهم في التخفيف من نسبة حالات الانتحار والانهيارات العصبية. وتشير الى ان اللوحات والرسوم والصور التي تزين بها كافة ارجاء المنزل يجب ان يتم انتقاؤها هي الأخرى بدقة، وأ، تدرس طريقة توزيعها في الغرف، لانها قد تسبب وبصورة غير مباشرة بحالات قلق وتوتر اذا وضعت في اماكن غير مناسبة.