الحمد لله القائل : ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها والصلاة والسلام على القائد الأعلى والقدوة والأسوة المطلقة صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد :
فإن بناء النفس في (الخلوات) على طاعة الله عز وجل وتوحيده والتوحيد الخالص .. دليل على أن الإنسان له [ هدف ] في الحياة الدنيا , وأنه له رسالة للمجتمع " الغافل " ورؤية يسلكها كل عبقري أُلهم الإلهام والفراسة والذكاء [ فعلى قدر البناء الخفي للنفس في طاعة الله ورسوله , يكون الإنسان قائداً لنفسه ولغيره , وعلى قدر ضعف البناء الخفي للنفس في طاعة الله ورسوله .. يكون الإنسان راكداً لايتحرك إلا لمصلحته وذاته الشخصية .
وإذا تحرك لغيره فإنه لا ينتج ولا ينجز إلا لمن يحب ويعشق لخدمته , بخلاف مصلحته الشخصية , فإنه يعطي طاقته الكلية في إنجاز أعماله الذاتية ويحرق شمعته في كمال مايتمنى ويعشق , فما بالك بمن يحرق شمعته وذاته في نصرة الدين والمجاهدة من أجله , والدفاع عن المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , وكذا صناعة الرجال الأشاوس .. فالفارس الصالح [الخفي والظاهر للمجتمع] يضيء لنفسه ولغيره , ويتكلم بما يفعل لا بما لا يفعل ,[ ويحرك غيره ولا يكـــون مُحركــــاً من غيره ]
وأفضل محرك للبناء الخفي للنفس الغافلة :
* تطبيق سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم فهناك أكثر من [1000] سنة في اليوم والليلة , فلو حرص العاقل على تطبيق ألف سنة في اليوم والليلة لكان في الشهر ثلاثون ألف سنة , فانظر- أخي المسلم - إلى من جهل هذه السنن .. أو من علمها ولم يعمل بها .. كم من الدرجات والحسنات ضيّع على نفسه , وإنه لمحروم حقاً .
وإن الإلتزام بالسنة في اليوم والليلة وتطبيقها عملياً لها فائدة قيّمة وهي :
* الوصول إلى درجة المحبة من الله عز وجل , وإذا أحبك الله كنت القائد والخليفة له في الأرض , والإنسان لا ينظر إلى محبته لله , بل ينظر إلى محبة الله له , لأنه لو نظر إلى محبته لله ربما أن الله عز وجل لا يحبه , ولا يجعل في يده ولسانه [ البركة ] وكل ما تحمله كلمة [ البركة ] , وإذا نظر إلى محبة الله له , فإنه يوفقه في دنياه وأخراه , ويجعل في حياته السعادة والإلهام الثاقب , والبصيرة الأخاذة , والقول السديد المُحكم , وعلى قدر تقواك لله يعلمك ما لم تعلم ..
واتقوا الله ويعلمكم الله وكل هذا لا يكون إلا بالبناء الخفي للنفس التقية الخفية في طاعة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ..
معشر الإخوة :
إن السر – الخفي – للنفس الهزيلة الغافلة في عدم القبول للعمل الصالح : هو عدم معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته , ولا طريق إلى المعرفة إلا بمعرفة منهج رسوله عليه الصلاة والسلام وإتباع سنته المتروكة والمهجورة في الغالب ... !!!
نعم .. إن من تمام [ العقل, والعلم النافع ] :
• معرفة الله عز وجل .
• ودوام العلم والعمل على سنة القائد الأعلى والرحمة المهداة .
• ومعرفة الحق بالفطرة السليمة .
• وأكل الحلال الخالي من الشبهات , وإلاّ .. لم يُرفع العمل الصالح بسبب أمرين :
أ / فقد المعرفة بالله عز وجل
ب/ فقد الإخلاص في العمل الصالح
[ والإخلاص لا يتخلص منه رجل مخلص ] .
فالبناء الخفي للنفس المطمئنة العاملة .. دليل على قوة الإيمان والمعرفة .. والعكس بالعكس ... !!
* وإن من فتح الآفاق للقائد المسلم , الذي يريد الإضاءة لنفسه في العلم والدعوة وغير ذلك :
1) أن يكون القائد أكبر شخصية من المربي ..!
2) أن يحس المربي أن عندك ما تعطيه ..!
3) القدرة على متابعة الأعمال من بُعد.. !
4) أن لا يشعر المربي أن القائد يربيه ..!
5) المحبة بين القائد والمربي ..!
ولا تكون هــــذه الصفــــات إلا للقائد المخلص المضيء لنفسه قبل غيره , بل لا تكون هذه الصفات إلا للقائد الحركي الفعّال المجرب ...!!!!
اللهم أصلح القلوب , وأعذنا من فتنة القول والعمل , ومن فتنة المحيا والممات ..
آمين ولا أرضى إلا بقول آمينا ..
ملخص المطــوية
موضوع هذه المطوية (البناء الخفي) في طاعة الله عز وجل , من الموضوعات التي أثارت خلجات كل مسلم غيور على دينه , وإليك – أخي المسلم - الفوائد التي تستخــلص مــــن هــــذه المطوية التي تعتبر درراً للبناء الخفي في الخلوات ..
• على قدر البناء الخفي للنفس في طاعة الله عز وجل ورسوله , يكون الإنسان قائداً لنفسه ولغيره .
• وعلى قدر ضعف البناء الخفي للنفس في طاعة الله ورسوله .. يكون الإنسان راكداً لا يتحـــرك إلا لمصلحته وذاتـــه الشخصية .
• الفارس الصالح [ الخفي والظاهر للمجتمع ] يضيء لنفسه ولغيره , ويتكلم بما يفعل لا بما لا يفعل .
• أن على القائد المسلم تحريك غيره ولا يكون محركاً من غيره ..!!
• أن أفضل محرك للبناء الخفي للنفس الغافلة : تطبيق سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم
• أن شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتى إلا بالبعد عن تطبيق سنته القولية والفعلية قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني .. الآية
فمحبة الله مقرونة بمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنته التي سنها لنفسه ولغيره .
أخي المسلم : حاسب نفسك قبل أن تحاسب وركز في أمورك الأخروية , ما دمت في مزرعة الدنيا وأحضر قلبك لكل عبادة تعملها وكل سنة تطبقها .. تجد السعادة الحقة وتكون مباركاً أينما كنت بإذن الله عز وجل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ...